النهر الذي حصاه من لؤلؤ

 نهر الكوثر

 روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سأل عائشة -رضي الله عنها- عن الكوثر فقال: (سَأَلْتُهَا عن قَوْلِهِ تَعَالَى: {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ} قالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، شَاطِئَاهُ عليه دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ)

لقد ذكرت السنة النبوية بعضاً من صفات الكوثر، ومنها:

 نهرٌ في الجنة، جانباه من اللؤلؤ المُجوّف، وتُرابه من المسك، وحجارته من اللؤلؤ، ودليل ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: (أُعطِيتُ الكَوْثرَ، فإذا هو نَهَرٌ يَجري كذا على وَجهِ الأرضِ، حافَتاهُ قِبابُ اللُّؤلُؤِ، ليس مَشْقوقاً، فضَرَبتُ بِيَدي إلى تُرْبَتِه، فإذا مِسْكةٌ ذَفِرةٌ، وإذا حَصاهُ اللُّؤلُؤُ).

ماء الكوثر أشد بياضاً من اللبن، وطعم الماء أحلى من العسل، ورِيحه أطيب من المسك، إذ قال النبي -عليه الصلاة والسلام- حين سُئل عنه: (أشدُّ بياضاً منَ اللَّبنِ وأحلَى منَ العسَلِ).

 لا يظمأ من يشرب منه مرةً واحدةً أبداً، ولا يسودّ وجهه، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (ماؤُهُ أبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، ورِيحُهُ أطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وكِيزانُهُ كَنُجُومِ السَّماءِ، مَن شَرِبَ مِنْها فلا يَظْمَأُ أبَداً).

من صفاته

 

 له قناتان تصبّان في الحوض الذي يكون في أرض المحشر، قال عليه الصلاة والسلام: (يَغُتُّ فيه مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّةِ).

 

 يجري من غير شقوقٍ بقدرة الله سبحانه، قال رسول الله: (ليس مَشْقوقاً)

وجوده

 

 مكان نهر الكوثر يوجد نهر الكوثر في وسط الجنة، والدليل على ذلك قول عائشة -رضي الله عنها- لأبي عبيدة حين سألها عن الكوثر فأجابت أنّه في بُطنان الجنة؛ أي في وسطها، وورد عن ابن مسعود في تفسيره لكلمة جنات عدن أي بُطنان الجنة

 روى البوصيري في ذلك: (ما بُطْنانُ الجنةِ؟ قالتْ: وسَطُها)،كماويُعتبر الكوثر من الخصائص والفضائل التي اختصّ الله بها نبيّه مُحمد في الآخرة، وهو جُزء من الخير الكثير الذي امتنّ الله به عليه، ويشرب منه كُل من اقتدى بالنبي واتّبع سنته.

تعريف الكوثر

 تعريف الكوثر لغةً تدور معاني الكوثر في اللغة حول الكثرة والتكثير، فيُقال: كثُرَ يَكثرُ كُثراً وكَثرة، فهو كَثر وكثير وكُثار، ويُقال: كَثَر من يَكثُر كثراً فهو كاثر، وكَثَرَ الشيء: أي جعله كثيراً، فُيُطلق على العدد الكثير، والخير الكثير، ومنه الرجل الذي يُنفق كثيراً، ويطلق على النهر الذي أكرم به الله تعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.

تعريف الكوثر اصطلاحا

تعريف الكوثر في الاصطلاح الشرعيّ اختلف العلماء في تعريف الكوثر في الاصطلاح الشرعيّ وذهبوا في ذلك إلى قولين:

 القول الأول: الكوثر نهرٌ من أنهار الجنة أعطاه الله للنبيّ محمدٍ، وقد استدلّ أصحاب هذا القول في سبب نزول سورة الكوثر حين جاء النبيّ إلى الصحابة مُبتسماً، فسألوه عن سبب ضحكه، فقال: (أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ*فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ*إنَّ شَانِئَكَ هو الأَبْتَرُ} [الكوثر: 1-3]، ثُمَّ قالَ: أتَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ، عليه خَيْرٌ كَثِيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يَومَ القِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ).

 قول اخر

 الكوثر حوضٌ كبيرٌ يأتيه الماء من نهر الكوثر ولذلك سُمّي بحوض الكوثر، ويُوضع الحوض في أرض المحشر يوم القيامة لأُمّة النبيّ محمدٍ عليه الصلاة والسلام.

 آراء وأقوال العلماء في الكوثر اختلف العلماء في بيانهم لمعنى الكوثر الوارد في قول الله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)

ذهب ابن عباس إلى أنّه الخير الذي أعطاه الله للنبي مُحمد عليه الصلاة والسلام، وأنّ نهر الكوثر جُزءٌ من هذا الخير، وذلك من خلال تفسيره العام للآية، في حين ذهب الواحديّ إلى أنّه النهر نفسه، بينما ذهب عطاء إلى أنّه حوض النبيّ يوم القيامة الواقع في أرض المحشر، وذلك من باب تغليب التسمية؛ لأنّ ماء الحوض يكون من نهر الكوثر.

ذكر السيوطيّ أنّ الكوثر يدلّ على خيري الدنيا والآخرة الذي يكون للنبيّ محمدٍ؛ كرامةً وتشريفاً له، في حين يرى ابن حجر أنّه نهرٌ في الجنة سُمّي بذلك؛ لكثرة مائه وآنيته، وكثره خيره، مُستدّلاً بالمعنى اللغويّ وهو الكثرة،.

سبب تسميته  

قال النيسابوريّ: سُمي بذلك لأنّه أكثر أنهار الجنة ماءً وخيراً، ومنه تتفجّر كُلّ أنهار الجنة.

Scroll to Top