نون الوقاية في الأسماء

نون الوقاية والأسماء

نون الوقاية في الأسماء

نون الوقاية والأسماء؟ 

الاسم إذا أضفناه إلى ياء المتكلم، قد يكون أحد الأسماء التالية: (لَدُنْ – قَدْ – قَطْ)، قد يكون غير هذه الأسماء، فإذا كان الاسم المضاف إلى ياء المتكلم غير الأسماء التالية: (لَدْن – قَدْ – قَطْ)، امتنع دخول نون الوقاية قبل ياء المتكلم، مثل إضافة هذه الأسماء: (صديق – أخ – رفيق – صاحب – شريك – غلام) إلى ياء المتكلم، فتصبح هذه الأسماء بعد إضافتها إلى ياء المتكلم على هذا الشكل: (صديقِي – أخِي – رفيقِي – صاحبِي – شريكِي – غلامِي)، ويمتنع أن تقول: (صديقنِي – غلامنِي…)، ومن التطبيقات الإعرابية قولك: (أخِي صديقِي):

(أخِي) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء ضمير بارز متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه، و(صديقِي) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء ضمير بارز متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه. 

وإذا كان الأسم أحد الأسماء التالية: (لَدْنْ – قَدْ – قَطْ)، وأردنا إضافته إلى ياء المتكلم، فيجوز دخول نون الوقاية قبل ياء المتكلم، وإليك تفصيل ذلك:

١- الاسم (لَدُنْ) ظرف ملازم للبناء على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية أو الزمانية بحسب ما يضاف إليه، وقد يجر بحرف الجر (مِن)، فيكون ظرفا مبنيا في محل جر بحرف الجر (من).

والظرف (لَدُنْ) يلازم الإضافة، فقد يضاف إلى الاسم الظاهر، مثل قولك: (وصلَ القطارُ لدنْ طلوعِ الفجرِ)، ف(لدنْ) ظرف مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية، وهو مضاف، و(طلوعِ) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف، و(الفجرِ) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وقد يضاف الظرف (لدنْ) إلى الضمير، مثل قولك: (وقفْتُ لَدُنْهُ)، أي: (وقفْتُ عنده)، ف(لَدُنْه) ظرف مبني على السكون، في محل نصب على الظرفية المكانية، وهو مضاف، والهاء ضمير بارز متصل مبني على الضم، في محل جر مضاف إليه، وقد يضاف الظرف (لدن) إلى الجملة، مثل قولك: (أنت محبٌّ لأهلُك لدُنْ أنتَ صغيرٌ)، ف(لدنْ) ظرف مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية، وهو مضاف، و(أنتَ) ضمير بارز منفصل مبني على الفتح، في محل رفع مبتدأ، و(صغيرٌ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والجملة الاسمية (أنت صغير) في محل جر مضاف إليه. 

فإذا أردنا أضافة الاسم (لَدُنْ) إلى ياء المتكلم، فالكثير الفصيح ثبوت نون الوقاية قبل ياء المتكلم، وبعد الاتيان بنون الوقاية المكسورة قبل ياء المتكلم ندغم نون الظرف (لَدُنْ) بنون الوقاية المكسورة، فيصبح الظرف على هذه الهيئة (لَدُنِّي)، والأصل: [الظرف (لَدُنْ) + نون الوقاية (نِ) + ياء المتكلم (ي) = إدغام نون الظرف بنون الوقاية (لَدُنِّي)]، ومنه قوله تعالى: [قد بلغْتَ مِنْ لَدُنِّي عذرا]، (الكهف/٧٦)، ف(مِنْ) حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، و(لَدُنِّي) ظرف مكان مبني على السكون، في محل جر بحرف الجر (مِن)، والنون نون الوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه. 

ويقل حذف نون الوقاية قبل ياء المتكلم في حال اتصالها بياء المتكلم، مثل قراء نافع في الآية المتقدمة بحذف نون الوقاية: [قد بلغت مِن لَدُنِي عذرا].